30 نوفمبر 2025 - 07:13
الهجوم علی "بيت جن" جزء من استراتيجية توسّع منظّم للكيان داخل سوريا وإفشال العملية من قبل الأهالي «قد يشكّل شرارة تحوّل كبير» في الجنوب السوري

يقول الدكتورمحمود موالدي في حديثه أن التوغّل البري للكيان الصهيوني في بيت جن «ليس عملية محدودة»، بل يحمل رسالة مباشرة بضرورة إلزام السلطة بتنفيذ ما يُطلب منها في إطار مواجهة محور المقاومة، معتبراً أن إفشال العملية من قبل الأهالي «قد يشكّل شرارة تحوّل كبير» في الجنوب السوري.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ أبنا ــ شهدت بلدة بيت جن في ريف دمشق فجر الجمعة واحداً من أعنف الهجمات لكيان الاحتلال خلال الأشهر الأخيرة، بعد توغّل بري نفذته قوة صهيونية خاصة داخل القرية، تلاه قصف مدفعي وصاروخي أسفر عن سقوط أكثر من عشرة شهداء وجرح عدد آخر من المدنيين.

وفي الوقت الذي منعت فيه قوات الاحتلال فرق الإنقاذ من دخول المنطقة، تحدثت وسائل إعلام صهيونية عن إصابة 13 جندياً من الكيان الصهيوني خلال الاشتباكات التي اندلعت مع الأهالي، وُصفت حالة ثلاثة منهم بالخطيرة.

هذا التصعيد الذي ترافق مع تحليق مكثف للطائرات المسيّرة في أجواء المنطقة، جاء في ظلّ تزايد التوتر الإقليمي الممتد من غزة إلى لبنان وسوريا، حيث اعتبرت حركة حماس أن الهجوم يندرج ضمن مساعي الكيان الصهيوني لتوسيع دائرة عدوانها في المنطقة.

وفي ظل خطورة التطورات الميدانية وتداعياتها على محور المقاومة والوضع في الجنوب السوري، نحاور اليوم السيد محمود موالدي، المنسق العام لحزب التحرر الوطني – سوريا، لاستجلاء أبعاد هذا العدوان وما يحمله من رسائل سياسية وعسكرية.

وقال المنسق العام لحزب التحرر الوطني–سوريا: إن الهجوم والتوغّل البري الصهيوني في بيت جن لم يكن مجرد عملية محدودة بهدف "الاعتقال"، بل هو جزء من استراتيجية منظمة لتوسّع الكيان داخل الأراضي السورية وإجهاض أي مشروع تحرري مقاوم في المستقبل.

وأضاف موالدي أن طبيعة هذا العدوان وعمقه يحملان رسالة واضحة لسلطة الأمر الواقع بضرورة الالتزام بالتعهدات الموقّعة سابقاً فيما يتعلق بمحاربة محور المقاومة حتى خارج الحدود.

 وأوضح: إنّ المقترح الروسي–التركي يطرح تسوية محدّدة، بينما يمارس الأميركي والكيان الإسرائيلي ضغطاً مباشراً لإلزام السلطة بتنفيذ ما يُطلب منها إذا أرادت البقاء ضمن المشيئة الأميركية.

وتابع موالدي موضحاً أن نجاح المقاومة الشعبية المحلية في إفشال العملية يعود إلى سرعة تنبّه الأهالي لخطورة التوغّل وكشف أهدافه، إضافة إلى تكامل تحركاتهم الميدانية.

 وقال: إن هذا المشهد «يعطي دلالة واضحة على أن الشعب السوري قد اختار طريق المقاومة ورفض الخنوع والاستسلام»، مشيراً إلى أن ما جرى «قد يشكّل شرارة تحوّل كبير».

وبشأن احتمالية تراجع الكيان الصهيوني عن تنفيذ عمليات مشابهة، قال موالدي: إن الغرور الصهيوني قد يدفعه لتكرار مثل هذه التوغلات، لكنه سيفعل ذلك «مع حسابات أكثر تعقيداً وضمانات أكبر لسلامة جنوده».

وأمّا عن فرض الاحتلال للحصار واستمرار تحليق الطائرات المسيّرة بعد الانسحاب، فأوضح أنّ الكيان يدرك معنى المقاومة الشعبية التي تنطلق من صميم الأرض بعيداً عن القدرات التقنية المتفوّقة، ولذلك يخشى من تمدّد الحراك التحرري في الجغرافيا التي شهدت العملية.

وفي قراءة المشهد الإقليمي، أكد موالدي: إنّ الهجوم يأتي كمقدمة لتصعيد كبير يعمل الكيان على تجهيزه، وقد يستهدف العمق الاستراتيجي لمحور المقاومة.

وقال: إنّ هذا الاتجاه «واضح في التصريحات المتكررة لحكومة العدو التي لا تخفي نيتها توسيع دائرة الاشتباك».

.......

انتهى/ 278

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha